28 أبريل 2009

احرار ... مجبرون.


ان الانسان فى كل حركة من حركاته يتبع الطريق ... و الطريق كشيء ملىء بالظلال و غير متمايز و مع هذا ففى داخله تكمن صورة .
ملىء بالظلال و غير متمايز و مع هذا ففى اخله جوهر معتم و مظلم ... و لكن فى داخله تكمن ماهية.

خلق الله للانسان وجهاً واحداً و لكنه يصنع بنفسه بقية الوجوه.

اننا احرار و مجبرون معاً فنحن احرار اذا ما نظرنا الى ذاتنا العالية على الزمان .. و نحن مجبرون إذا نظرنا الى افعالنا التى تتحقق فى الزمان.

21 أبريل 2009

أريدُ منكِ أن تَعِدِيني...


قالت لهُ:...
أتحبني وأنا ضريرة...
وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة...
الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة...
ما أنت إلا بمجنون...
أو مشفقٌ على عمياء العيون...

قالَ:...
بل أنا عاشقٌ يا حلوتي...
ولا أتمنى من دنيتي...
إلا أن تصيري زوجتي...
وقد رزقني الله المال...
وما أظنُّ الشفاء مٌحال...

قالت:...
إن أعدتّ إليّ بصري...
سأرضى بكَ يا قدري...
وسأقضي معك عمري...
لكن..
من يعطيني عينيه...
وأيُّ ليلِ يبقى لديه...

وفي يومٍ جاءها مُسرِعا...
أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا...
وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا...
وستوفين بوعدكِ لي...
وتكونين زوجةً لي...
ويوم فتحت أعيُنها...
كان واقفاَ يمسُك يدها...
رأتهُ!!...
فدوت صرختُها...
أأنت أيضاً أعمى؟!!...
وبكت حظها الشُؤْمَ...

لا تحزني يا حبيبتي...
ستكونين عيوني ودليلتي...
فمتى تصيرين زوجتي؟...
قالت:...
! أأنا أتزوّجُ ضريرا...
وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا...

فبكى..
.
وقال سامحيني...
من أنا لتتزوّجيني...
ولكن...
قبل أن تترُكيني...
أريدُ منكِ أن تَعِدِيني...
أن تعتني جيداً بعيوني!!...
نزار قبانى